10.23.2019

النهاية


أكتب لك وحدك
أكتب لتقرأني
كل الكلمات لك، كل المشاعر لك، كل الحروف والرموز لك
فكيف يطلبون مني الآن أن أكتب مشهد النهاية؟
كيف أكتب النهاية لقصتنا وأنا أعرف أنك قارئي الوحيد؟

يستعجلوني لأنهي القصة
يقولون أن الأيام تمر، والساعات تمر، والعمر يمر
ولابد أن نلحق تاريخ المطابع والمعارض وحفلات التوقيع
ماذا تتنظرين لتنهي القصة؟
لا يمكن أن تستمري في الكتابة للأبد

يريدون صفحات تعجب القراء
نهاية مؤثرة يحكون عنها في مجموعاتهم على صفحات التواصل
 وتحصد علامات الإعجاب والتعليقات
نهاية تجلب الكثير من الجدل  والمال والشهرة
يريدون مئة ألف عين لتقرأني، وأنا لا أريد إلا عينيك

قل لي ماذا أكتب؟
أنا في اليوم الأول أشعر بإنحسار الحياة بعد غيابك
وفي اليوم الثاني يرعبني هذا الشعور بالغربة في حضرة عينيك
وفي اليوم الثالث أدرك أن الجرح أكبر من أي دواء
ثم في اليوم الرابع أبكي الجرح وأبكي غيابك وأبكي عينيك
كيف أنهي قصة هي كل يوم قصة؟

هل أعطيهم نهاية واقعية، حيث تبرد المشاعر على مهل حتى تفنى
تصبح مجرد خيال بعيد، لا نتذكر حرارته إلا عندما نقراءه على ورق
يشتعل الورق، ويبرق في القلب ذكرى تنطفىء سريعا وتبقى بقايا جرح مندمل
هل يتقبل القراء الواقعية، أم سوف يلعنونا ويمنحونا نجمة واحدة على مواقع التقييم جزاءً لصدق النهاية

هل أخبرهم أن المرأة تغفر للرجل كل وجع وكل جرح وكل قسوة
لكنها لا تستطيع أن تغفر له أمراً واحداً لا يملكه
لا تستطيع أن تغفر له أن يغرم قلبه بامرأة أخرى
لا  تستطيع أن تغفر له أنه صنع ذكريات مع إمرأة أخرى
لا تستطيع أن تغفر الكلمات التي كتبها، الدموع التي سجنها، ووجعه  في حب امرأة أخرى

أعجز عن كتابة أي نهاية
فليس في الحياة هذه الأزرار التي نضغطها ونضغطها فنعود خطوات للوراء وأيام للوراء ولحظات للوراء
ليس هناك هذا الموقع الذي ذهب ونسأله لماذا إلتقينا؟ لماذا إفترقنا؟ لماذا بقى الحب وبقيت المشاعر؟
كل قصة تحمل في ثناياها معنى، إلهام، فكرة تبقى ليتأملها من يقرأها
فكيف أنشر قصتنا وأنا مازلت ألهث وراء كل هذا؟

يحكون دائما عن قصص الحب الجميلة التي تنهيها صاحبتها بكتابة قصة..
ولا أحد يحكي عن القصص التي تنهي صاحبتها، فتعجز عن الكتابة بعدها..
تعجز عن الكتابة، لأنها لا تريد النهاية، ولا تريد أن تمحوك بقصة..
فدعنا نرحل، نهرب، نتلاشى، يذهب كل منا في طريق، ربما تتلاقى الطرق يوماً..
ولنترك نهاية القصة ونهاية الكاتبة لخيال القارئ.. لتبقى النهاية معلقة.

9.29.2019

كن بخير حتى أنساك

وفي الرابع من أغسطس أكتب في صفحة مذكراتي أني يجب أن أنساك
وفي الخامس والسادس والسابع من أغسطس أذكر نفسي أني يجب أن أنساك
وفي الثامن من أغسطس يدرك قلبي أنه معلق في منتصف الطريق
بين رغبة غير معلنة أن تعود وتمزق كل صفحات مذكراتي
وبين قرار أن أتجاوزك وأمضي وأنسى وأنسى وأنسى حتى لا تكون

أتبع جميع النصائح وأقرأ كل المقالات التي تخبرك كيف تنسى
أغرق وسط الناس والموسيقى والكتب والأغاني
أعمل حتى أسقط من التعب..
وأجرى على تلك الألة الرياضية حتى أفقد كل أنفاسي
مازالت في عقلي وقلبي ونفسي

أحاول أن أكتب، ربما تنهيك قصة..
لكني أعرف أنه لو كان الأمر سهلا هكذا
 لكانت أنهتك كل القصص التي كتبتها عنك

أحاول أن أجد مسمى لشعوري نحوك الآن
وجع؟ خذلان؟ خيبة أمل؟ كل هذا لا يوصف ما أشعر به
لم يخترعوا بعد مسمى يصف مشاعرك تجاه وطن أحببته ولم يبادلك الحب
أو لأكون أدق وطن توقف عن حبك
 وفتح أحضانه لمحتل ولفظك

كنت لي دائما الوطن منذ اللحظة الأولي
كل بعد بيننا كان مجرد لحظات غربة موجعة
لكن الآن، ماذا أفعل وقد لفظني وطني وسكنه أخرون
أمضي بعيدا وأفكر هل يمكن أن يعيش إنسان دون وطن ينتمي إليه
لا أريد وطناً أخر.. كتبت على الغربة الأبدية إذن..

مازلت أبحث عنك كل صباح
مازال القلق يأكل قلبي إن غبت قليلا
أمنع نفسي أحيانا أن أهاتفك وأطلب منك أن فقط تطمئني أنك بخير
أن تكون بخير حتى لا يقتلني الخوف كل لحظة، مع كل خبر، مع كل غياب
أن تكون بخير حتى أنساك
 ربما إن نسيت، أستطيع العودة لك
 و أن تقبلني كلاجئة لم تكن أبداً وطناً لها
نسيت أم لم أنسى، أريدك دوما أن تكون بخير..

8.24.2019

المدرك لا يعود


كان يظن أنها تعاتبه..
فأخذ يحكي لها أسباب غيابه، ويلومها لأنها أيضا غابت
وبينما كانت تسمع وتسمع كانت أيضا  تدرك وتدرك
لم تكن غاضبة.. لم تكن تلومه.. كانت فقط ترى الحقيقة

كانت تدرك أنها في كل مرة غابت فيها، فعلت هذا من أجله
حرصا عليه.. حبا فيه يفوق حبها لنفسها
بينما في كل مرة غاب، فعل هذا من أجل نفسه أيضا
حبا فيها، إنتصاراً لها، إرضاءً لهذا الكبرياء الذي لا يفارقها

كانت تدرك أنه في كل مرة إبتعد، كان حريصا أن تظل في مداره
كان يرضيه أن تبقى الفتاة التي لم تحب أحداً غيره
بينما هو يعيش قصصه، ويحكي ويصنع لحظات وذكريات
وعندما تكاد تختفي وتنسحب، كان يرسل من يخبرها أنه مازال يهواها

كان يحاول أن يفهم ملامح وجهها، يسترضيها ولم يكن يعلم أنها ليست غاضبة
لم يكن يعلم أنها كانت فقط تدرك أنه لم يحبها أبدا
وأنه لا يمكن أن تعاتب شخصا لأنه لم يحبك لأننا لا نملك قلوبنا
ولو كنا نملك قلوبنا، كانت رحلت منذ زمن

كان يحكي، وكان شيئا ما في قلبها يتغير
كانت تدرك أنها أصبحت ترى ملامحه مختلفة الآن
كان صوته يزعجها، وإبتسامته تخيفها
كانت تتذكر كل الوجع الذي عاشته في غيابه، وكل القهر الذي شعرت به وهي تسمع قصصه
كانت ترحل، لأنها كما يقولون ليست غاضبة، كانت مدركة والمدرك لا يعود.

8.15.2019

عندما تعود سأحكي لك

وعندما تعود سأحكي لك
سأخبرك أن لا شيء حدث في غيابك
توقفت الحياة.. توقفت الأحداث
ربما أخبرك عن هؤلاء الأشخاص، وبعض الأفلام والأغاني
وعندما تسألني عن الكتب، سأقول لم أقرأ الكثير في غيابك
وعندما تسألني عن الأماكن، سأدرك أني لم أعد أتعلق بالأماكن
زائفة هي الأماكن، زائفة وزائلة، تحمل بقايا بشر مروا بها ومضوا
تبقى الأماكن على الحياد، تمنح جمالها لهذا الزائر العابر الذي يتغزل بها
كما منحته يوما لمالكها الذي بذل الكثير ليمنحها زخارف تحميها من الوحدة بعد غيابه

في غيابك أهرب من الزيف والزخارف والعابرين
لا أريد شيء يحميني من الوحدة
أكره الأساور والأقراط والعقود
وهذه الأوشام والعيون الزائفة والشعر المصبوغ
والصور الشخصية  المحمومة التي تبحث عن علامات إعجاب تطئمنها على جمال زخارفها
أكره كل شيء يقيدني كل شيء لا ينتمي لجسدي

أشاهدك في الحلم معها..
أفكر، لماذا تغطي لون عينيها الجميل، بلون أخر مائع، ضائع في ملامحها؟
أفكر، هل تطلب منها أن تنظر لعينيك لتقرأ صدقها كما كنت تفعل معي؟
هل تستطيع قراءة العيون الزائفة، أم أنك منذ رحلت توقفت عن قراءة العيون؟
أشفق عليها، كل هذه المساحيق، والنظارات الشمسية، والعلامات التجارية
 كل هذا الزيف، والكلمات التي تحمل غير معناها..  كل هذا الخوف..
تخيفني الوحدة أيضا مثلها، لكنك ستعود..

وعندما تعود، لن أسألك عن شيء.. سأخذك لنمشي كثيرا.. ونحكي كثيرا
نتعجب كيف لا تنتهي الحكايات ولا ينتهي الطريق ولا نتعب أبدا
سنبحث عن أماكن بها أشجار كثيفة حنونة،  وجداول، وممرات طويلة
أماكن تزهو بجمالها الذي لم يزخرفه أحد
أماكن لا تخشى الوحدة ولا تمل وهي تنتظر مرور أشخاص يشبهونا
 أماكن لا تنتظر العابرين

8.11.2019

وحدك ووحدي

 عندما إتفقنا أن يذكر كل منا صفة واحدة تميز الأخر
 قلت لك أنك جميل
يومها ضحكت بشدة، ولمحت نظرة الزهو تلك تشتعل في عينيك
وقلت لي أن الرجل يوصف بالوسامة وليس الجمال
ابتسمت لزهوك، وأخبرتك أن الروح ليست رجل أو إمرأة، لذلك يجوز أن توصف بالجمال
يومها خفت أن أقول لك أن هذا الاعتزاز بالنفس والكبرياء هو ما يميزك

وعندما سألتك عني، ترددت لبرهة قبل أن تقول لي: أنت محيرة
وقبل أن أسأل إستطردت قائلا: أنظري إلى كل هذا الهدوء والسلام الذي يحيطك
وما أن يقترب أحدهم، حتى يخيفه جموحك العصي عن الترويض
تظنين أنك شديدة الوضوح، لا تخفي ملامح وجهك شيئا مما داخلك
وما أن نتحدث قليلا، حتى أدرك أنك ستبقين غامضة للأبد
وأن هناك تحت هذه المشاعر التي يعجز وجهك عن إخفائها، الكثير الذي لا يعرف عنه أحد شيئا

وعندما إفترقنا، ظللت أراك جميلا وظللت تراني محيرة
كنت أخاف من كبريائك وكنت تخاف من جموحي
كنت أعرف أن لعنتي أني أحببتك ولن أستطيع أن أحب أخر مهما حاولت
وكنت تعرف أن لعنتك أن قلبك عصي عن الحب.. نعم لن تستطيع أن تحب إمرأة أبدا
وما جمعنا، فرقنا دون عودة..

كان على أن أستكمل الطريق وأنا أحبك وأفتقدك وأعرف أني لن ألقاك
وكان عليك أن تمضي، وتحمل ذنب إمرأة لم تستطع أبدا أن تحبها
 إمرأة لم ترضى أن تحبها بعقلك، وتكون معك دون أن تملك قلبك
كان عليك أن تخوض رحلاتك في البحث عن دواء للعنتك
وتحمل كرامة جريحة من رفض تلك التي تعرف أنها أحببتك عمرها كله
وكان عليها أن تبتعد وتبتعد حتى تجنبك ونفسها رحلة جديدة من الألم

كنت أعرف أن اليأس راحة
ربما كنت أنتظر هذا اليوم الذي أعرف أنه لن يأتي
فيتخلص قلبي من لعنته ويتوقف عن حبك
ويتخلص قلبك من لعنته ويستطيع الحب

 كثيرا ما كان يتملكني الحنين والقلق، فأكاد أن أكلمك لأطلب منك فقط أن تطمئني عليك
وكثيرا ما كنت تفتقدني، وتكاد تطلب مني يائسا أن أقبل قلبك كما هو وأكون معك، ربما تشفى يوما ما من اللعنة
كثيرا ما كنت أكاد أن أرسل لك رسالة مجهولة لأحذرك من هذا الذي عرفت أنه لا يريد بك خيرا
وكثيرا ما كنت تلمح لي أنك سوف توسع هذا الذي يتلصق بي على صفحتي ضربا، حتى يكف.

وحدك ووحدي
أريدك بقلبي وتريدني بعقلك
أبكي كثيرا، وتبكي أحيانا
يطمئني وجودك، ويطمئنك وجودي
يعذبني وجودك، ويعذبك وجودي
يئسنا من الخلاص.. يئسنا من الأغنيات.. يئسنا من الأحلام
ربما يوما ما نجد أحد العرافين صدفة، فيحررك من لعنتك، وأرجوه أن يبقي لي لعنتي..




7.30.2019

ثم أفتقدك بشدة

وعندما أفتقدك، أشاهد أفلامك المفضلة
أستمع للأغاني التي تحبها، وأقرأ تلك الروايات التي حدثتني عنها
أبحث عن الأكلة عن التي يضحكني شدة حبك لها في قائمة المطعم
 ثم أطلب الأيس كريم بالمانجو لأنه دائما طلبك
أفكر لو كنت معي الآن، هل كنت ستنظر للفتاة بالشعر الأصفر الملفت بإعجاب
ثم تواجه نظرتي المعاتبة، بنظرة اعتذار طفولية أعجز عن عدم الإبتسام لها
أفكر لو كنت معي الآن، كم قهوة كنت ستطلب وكم قصة كنت ستحكي..

ثم أفتقدك بشدة، فأقرأ خطاباتك القديمة
أبحث عن هذا الخطاب الذي حكيت لي فيه عن أحلامك المؤجلة، وعن خطتك لتحقيقها
كم فتحت قلبك لي في هذا الخطاب.. كنت تكتب وكأنك تكتب لنفسك..
وأقرأ حكاية مديرك المزعج، وكيف تغلبت عليه بذكاء في المأزق الذي وضعك فيه
وأتجنب الخطاب الذي كتبته وأنت تشعر بأنك ضائع من نفسك وتفتقدها، وأن الحياة هزمتك
لا يكفيني هذ، فأذهب إلى الملف الذي أحتفظ فيه بصورك
وأقف عند تلك الصورة التي تظهر فيها الدموع في عينيك رغم الإبتسامة علي وجهك
 وأقع في حبك مجددا.

قلت لي مرة أنك لا تؤمن بوجود حب من النظرة الأولى
لم أخبرك وقتها أني أحببتك منذ تلك اللحظة التي لمحت فيها عيناي عينيك
وفي كل مرة بعدها كنت أنظر فيها إليك كنت أحبك ثانيا وثالثا وكأنها المرة الأولى
وفي كل مرة كنت أنظر فيها إليك، كنت أسأل نفسي لماذا أحبك بكل هذه القوة
ثم أفكر، متى أحببتني أنت؟
 ثم أخاف، هل أحببتني يوما؟

وعندما يملأني الخوف، أقرر أن أتوقف عن حبك
أقرر أن أنسحب،  أن أذهب، أن أتوقف عن التفكير والإنتظار
أُزحم ساعاتي بالكثير من المهام، وأُزحم عقلي بالكثير من البشر
أتنقل من هنا لهناك، لا أتوقف عن الحديث، لا أتوقف عن الحركة
أذهب لأماكن جديدة، أتابع موسيقى جديدة، وأقابل أُناس جدد
فأعود منهكة في نهاية اليوم، وأستلقى على سريري لأفكر أني يجب أن أحكي لك عن كل هذا الذي فعلته..
أفكر لو كنت معي الآن، هل كنت ستعلق بغيرة مكتومة عندما أحكي لك عن هذا المطرب الجديد الذي غنى لنا في المقهى.

ثم أفتقدك مرة أخرى، أفتقد كلامك وتعليقاتك وغيرتك وحبك.. أفتقد أن أحكي لك..
 فأسجد باكية وأسأل الله بين دموعي أن تعود
أسأل الله أن تحبني كثيرا ويمتلئ  قلبك بحبي حتى لا تستطيع المزيد من الإبتعاد وتعود
ثم أطلب منه أن يمنح قلبك السكينة وأن تجد السلام بداخلك وأن تجده هو وتجد نفسك و تعود
أسأله أن تعود لتبقى حتى نهاية الطريق، وألا ترحل أبدا،  ويبقى قلبك ممتلئ بحبي ولا أفقدك أبدا..

ثم أفتقدك بشدة، فأطلب من الله أن تعود سريعا
أطلب منه أن تعود، قبل أن يتمكن اليأس من الروح، فتموت الحياة فيها
قبل أن أعتاد غيابك، فلا أفتقدك كثيرا في كل لحظة من يومي
قبل أن أعتاد غيابك، فلا أفرح كثيرا عندما تعود
قبل أن أعتاد غيابك، فأدرك دون شك أنك لم تحبني حقا يوما ما
قبل أن أعتاد غيابك، فأسجد باكية، دون أن أسأله أن تعود، دون أن أطلب منه أن يملأ قلبك بحبي.





7.26.2019

ماذا لو كانت الأغاني لها؟

وأسأل نفسي كل الصباح: ماذا لو كانت الأغاني لها؟
ماذا لو كانت الكلمات لها؟ والإشتياق والحب وكل المشاعر لها؟
يكرر لي عقلي يائسا إنه لا مفر من تجنب المزيد من الوجع والرحيل
تعود نفسي في المساء  لتُطمئن القلب الجاذع، أن المشاعر لا تكذب وأنك لي..

كنت تلومنى دائما على الرحيل..
في المرة الأولى رحلت لأني رفضت أن أكون مجرد إختياراً لعقلك..
وفي المرة الثانية أنت تعلم أنه لم يكن هناك سبيل إلا الرحيل
وها أنا ذا في المرة الثالثة، أقف على عتبات الوجع والشك والتردد
ماذا أملك أمام نفسي التي تقتلها الحيرة كل لحظة إلا الرحيل؟
ماذا أملك أمام صمتك، وأخرى أفكر في الصباح إن كانت الأغاني لها  إلا الرحيل؟

كان الكبرياء دائما بيننا..
يمنعني أن أسأل عندما تطيل الغياب
ويمنعك أن تأتي ثأرا من إبتعادي وعنادي
يضع كلمات على لسانك ثم لا تقولها
ويضع أسئلة على لساني لا أسألها أبدا.

كان الخوف دائما بيننا..
 نخاف من الإقتراب.. نخاف من السؤال.. نخاف من العتاب..
وفي تلك اللحظات اليائسة نخاف حتى أن نبوح
 لكننا كنا نعرف أن كلاً منا كان الأمان و الخوف للأخر في نفس الوقت.

كان الماضي دائما بيننا..
لحظات الأمل ورجفة بدايات المشاعر
لحظات الحيرة، والغضب وإختبارات  الحب البائسة
والضعف، والعودة، والضعف والرحيل، والقوة والضعف
ثم الإستسلام والخذلان ووجع الإبتعاد وكل الكلمات التي لم تقال أبدا.

ورغم كل شيء بقينا.. بقيت المشاعر.. وبقيت رسائل القلب.. وبقى الحوار الدائر دائما دون كلام
بقى الأمان والخوف والماضى والحاضر والحب الذي لا ندري هل كان أم مازال
بقيت رسائلك، وبقيت مذكراتي، وكل الكلمات التي لم أقولها لكني وضعتها على الورق
وبقى أخرون تأبى أن تكون في منافسة معهم.. وأخريات أخاف أن تكون الأغاني لهن.




6.11.2019

عندما لا نحب



أستيقظ صباحا وأتأمل وجهي في المرآة، ماذا تغير؟
ألمس قلبي بيدي، هل إختلفت دقاته؟
أضع الكحل في عيني، عله يعيد اللمعة المفقودة إليها..
أفتش في جميع الأغاني التي أحبها عن كلمات توصف ما أشعر به..
أجد حب وفراق ووجع.. أجد لهفة وشوق وفرحة ولقاء
أجد حتى الكره والتوعد والإنتقام..
لم يقول أحد لنا أبدا ماذا يحدث بداخلنا عندما لا نحب؟

أخبرتني يوما أنك تحبني لأني أكثر شخصاً  أحبك في الحياة
شعرت بغصة في قلبي وخوف
كنت أعرف أن الحب لا يخضع للمقايضة ولا يعرض في مزاد
لا يمنح إنسان مشاعره لأخر، ردا سخيا على مشاعر تلاقاها منه..

كنت أحيانا أنظر إلي عينيك وأحاول أن أنفذ منها إلى روحك
كنت أريد أن أعرف هل تحبني حقا أم أنك فقط تشعر بالإمتنان لحبي لك..
كنت كثيرا ما أستيقظ ليلا وبداخلي خوف كبير أن تتوقف عن حبي.. أن تبعد..
كنت أشعر أن دونك سينهار عالمي.. ستموت روحي، سأفنى..
لم أسأل نفسي يوما، ماذا سيحدث إذا توقفت أنا عن حبك؟

عرفت دوما أنه لا إجابة لسؤال لماذا نحب..
فكيف أنتظر الآن أن أعرف لماذا نتوقف عن الحب
كنت أتأمل عينيك الضاحكة الحزينة فأرتجف بداخلي وأتمنى لو أعيش عمري أنظر إليك
والآن لا شيء فقط لا شيء.. لا يرتجف القلب ولا تنتفض الروح.. لا شيء
كانت تضحكني دعابتك العادية والسخيفة أحيانا، فقط لأنك من تلقيها
فأصبحت أجدها أسخف حتى من أن أتصنع الضحك لأرضيك..
كنت أغار وتشتعل نار الغضب بداخلي لو فقط شعرت أنك تهتم بأي أخرى
فكيف أرى الآن صورك معها،  وأفكر أنه لو أن قميصك بلون أخر كانت ستكون الصورة أجمل..

نعم أنا الآن، بعد كل هذه السنوات أنظر لعيني في المرآة وأعرف أني لا أحبك..
لكني أفتقدك كثيرا.. أفتقد نفسي عندما كنت أحبك.. وأفتقد نفسك عندما كنت أحبك..
ماذا حدث؟ هل لم تعد أنت؟ أم أني أنا التي لم تعد كما كانت؟
هل يمكن أن تعود أنت، وأعود أنا، ويعود ما كان؟
هل يمكن أن ننسى؟ نمحو من ذاكرتنا أني توقفت في وقت ما عن حبك..
وأنك عندما وجدتني بعيدة، لم تتحمل الوحدة وذهبت مع أول أخرى، وكأنني كنت مجرد ونس..
تملائني المرارة عندما أشعر أني كنت مجرد ونس..

أتمنى أحيانا وأصلي أن نعود بالزمن... أصلى أن أكون لك حب وليس فقط ونس
أصلي أن تعود للقلب الرجفة.. وأن تضحكني الدعابات السخيفة
أن يعود الشعور بالإطمئنان لأنك في مكان ما بداخلي فلا يمكن أن يحدث مكروه
أصلي أن نعود بالزمن ولا تكون أبدا معها، ولا يشغلني لون قميصك في صورة
أصلي ألا أنظر إلى عيني في المرآة فلا أجدك.. وألا أسأل نفسي يوما ماذا يحدث عندما لا نحب..



6.05.2019

الغريب العابر



ثم يأتي هذا الغريب العابر
فينظر لي بإهتمام متفحصا حالتي
ويسألني بإهتمام إن كنت أحتاج لشيء
يلمح سحابة الدموع في عيني
فيقول بإهتمام: أنه يمتلك الوقت ليسمع، إن كنت أريد أن أحكي..
يفضح إهتمام الغريب العابر زيف المقربين  في لحظة ويرحل..

أسأل نفسي، ماذا لو كنت أنت الغريب العابر في يوم إحدهن
هل كنت ستمنحها الإهتمام والمساعدة والتعاطف؟
منذ أن بعدت وتخليت، وخوفي الأكبر كل يوم أن تأتي لحظة أجدني فيها أكرهك
منذ أن بعدت وتخليت وخذلت، وأنا أوجد لك الأعذار كل يوم، وخوفي الأكبر أن تنفذ الأعذار
كان صعبا على أن أراك بعيدا لهذا الحد، غريبا لهذا الحد..
 كان صعبا أن أحتاجك ضعيفة،  ولا أجد إلا السراب، وبقايا لحظات كانت تبدو صادقة.

يأتي الغريب العابر، ولا يبقى أمام القلب إلا أن يفتح عينيه ويرى الحقيقة..
تنفذ الأعذار، ويكون عليه أن يرى بوضوح أنه منح كل ما منح لقلب لم يحبه يوما ولم يكن منه..
يكف عن المقاومة، ويعرف أن الذي يحب حقا لا يقسو لهذا الحد ولا يبعد لهذا الحد..
الذي يحب لا يتخلى..
يأتي الغريب العابر، ويجعلني أرى ملامح وجهك للمرة الأولى بوضوح..
أرى ملامح روحك.. أدرك أن هذا الذي أحببته عمرا تلاشى ولم يعد..

أدرك للمرة الأولى أنك فقط لم تعد جديرا بالحب..
كنت أنزهك عن كل قبح.. ثم أصبحت فجأة أرى كل القبح..
عيناك ليست عينيك،  قلبك ليس قلبك، ونفسك لم تعد مني..
أخرج أخيرا من مدارك، بعد عمرا من الدوران..
وهناك من بعيد أرى الحقيقة..
ألمح نسائك مستمرين في التحليق.. وأنت منتشي بهن حولك..
 تقرب هذه وتبعد تلك.. مطمئنا أنهن باقيات..
ولا تدرك أنك لم تعد أنت.. وأن واحدة تلو الأخرى تفتح عينيها وترى الحقيقة وتفر هاربة..

في لحظة قسوة أضع أمامك كل المرايا لترى نفسك التي أصبحتها..
تغضب وتثور وتنكر..
تحاول إعادتي لمدارك، كما حاولت مع كل اللاتي أفلتن..
لكن الغريب العابر، دون أن يقصد جعلني أري ما أغمضت عيني عنه عمرا..
فهل يمكنك محو هذه اللحظة؟
هل يمكنك محو لحظات القسوة والكبرياء والتخلي؟
هل يمكنك محو القبح الذي غلف نفسك، لتعود جميلا؟








5.23.2019

ليتنا بقينا غرباء



في كل يوم أنظر إلى الخمسمائة شخص في قائمة الأصدقاء
وأفكر، كيف أتوا إلى هنا..
ربما إلتقيت بعضهم مرة أو مرتين
تعارفنا عن طريق العمل أو الأصدقاء
جمعنا لقب عائلة
ثم بضغطة على زرار أصبحوا في القائمة.. أصدقاء

نتبادل التهاني في المناسبات والأعياد
نضغط على علامة الإعجاب مجاملة للصور الشخصية
نلقى ببعض التعليقات أحيانا على منشور أعجبنا
لا نعرف عن بعض غير ما يظهر في صفحاتنا الشخصية
غرباء لكن في قائمة تسمى أصدقاء..

تخلو القائمة من إسمك..
ربما لأنك لم تكن غريبا يوما
ربما لأن الكبرياء والغضب والخوف والتردد
 وكل المشاعر التي أفسدت القصة، وقفت حائلا أمام  ضغطة على زرار يطلب الصداقة.

من وقت للأخر أتابعك..
أو أتابع هذا الشخص الذي تقدمه على صفحتك الشخصية
الصفحة التي نقدم فيها نفسنا للغرباء
يمنحني مجرد وجودك، حتى لو في صورة صفحة أمانا ما..
أفكر كيف كان سيرى أحدنا الأخر لو كنا بقينا غرباء؟
لو لم نقترب كل هذا القرب
لو لم أفتح أنا قلبي وأقول ما لم أقله لأحد
لو لم تحكي أنت كل شيء عن كل شيء
لو لم نحتل هذه المساحة من الروح التي لم يصل إليها أحد..

ليتنا بقينا غرباء
ربما حينها، كنا سنتبادل كلمات التهاني التقليدية في الأعياد
ونضع علامات الإعجاب على صورنا ومشاركتنا المبهمة
وفي ليلة ما، سنشعر بالوحدة ويفتح كل منا صفحة الأخر الشخصية
ونفكر، هذا الشخص يبدو لطيف لكنه لا يشبهني
ولا نعرف، أن كلا منا يقدم للغرباء شخص لا يشبهه
ولا نعرف، أن هذه الإبتسامة في الصورة مزيفة، وهذا التعليق مصطنع
 ولا نعرف، كم مهمة هذه الأغنية لأحدنا وكيف مولع الأخر بهذا الفيلم
ولا نعرف، معنى التواريخ، وكم يعني سبتمبر لك وما معنى رقم ٨ في كلمة السر التي أستخدمها
لكننا لا نسمح أبدا للغرباء أن يعرفوا، ولا أن يقتربوا من روحنا.. كما اقتربنا.



5.15.2019

أنت الذي أحببته




هل تذكر هذه اللحظة التي أخبرتك فيها أني تعبت من كل شيء وأريد أن أبتعد؟
يومها نظرت لي في صمت، ثم قلت لي أنك ستنتظر، وأنك تحبني مهما حدث..
إبتعدت عن كل شيء وعن كل الناس.. كنت أهرب وأهرب من نفسي، عَلي أجدها..
ووجدتها وعدت، عدت مشتاقة لك وبحثت عنك لكنك كنت رحلت..
وعندما وجدتك، عرفت انك تمضي وقتك مع أخرى!!

 كنت تحبني في مارس ثم أصبحت معها في يوليو..
لم أصدق في البداية أن هذا ما حدث..
هل كان كل شيء واهي ليتبخر في أربعة شهور؟
ذهبت إليها لتكسر الوحدة والوقت فتعلقت بها؟!
 مخدر أو شفاء لا أدري ولا أفهم ولا أصدق..
أحببتك عشرة أعواماً  دون تراجع..
وكانت أربعة شهور كافية لك لترحل لأخرى..

هي لا تشبهني وأنا لا أشبهها.. 
لا يمكن أن يجمعنا مكان حتى قلبك. 
فقل لي إذا ماذا حدث؟
أنت لست أنت وقلبك ليس قلبك.. 
قل لي إذا، لماذا يزال قلبي يخفق لك؟
 لماذا مازالت الروح تشتاق لنفسك التي تنكرت في أخرى شديدة القسوة؟
 شديدة البعد عن تلك التي أحببتها أعواماً وأعوام.. وكأنك كنت تقصد إتقان التنكر..

من أنت؟ لماذا مازالت أحبك؟ وكيف لم أبعد بعد كل هذا الألم؟ 
هل يستطيع الإنسان التخلي عن نفسه إذا تغيرت؟ إذا نظر للمرآة ولم يحب ما يرى؟
 هل يملك إلا محاولة إستعادة نفسه الأولى؟ نفسه التي يحبها.. 
هذا هو ما أفعله معك لأنك نفسي..

أضعف كثيرا..أبكي كثيرا.. أحبك وأكرهك في نفس اللحظة..
أفتقدك بشدة، لكني أخاف حتى أن أتابعك من بعيد فأكره هذا الذي أصبحته..
 أكره وجهك وعينيك وأنت معها.. أكره غزلك وكلماتك المنمقة المبتذلة لها..
 أكره ملابسك وإبتسامتك.. ولون الساعة ونوع الموبيل الذي تلتقط به صورها التي تتباهى بها..
أكره الأغاني التي كانت تجمعنا، ولحظات ضعفك التي خذلتني والوقت والتفاصيل، كل التفاصيل..
وعندما ينهكني الكره، أعود فقط لتلك الصورة، لتلك النظرة، التي كنت فيها للحظة أنت الذي أحببته..

4.21.2019

رسالة أعلم أنك ستجدها


إستيقظت يوما ما، وأنا أفكر أنني ربما إكتفيت من الحياة
قررت أن أستعد للفراق
يجب أن أكون جميلة وأنا أودعكم
لا بأس من بعض الهدايا والرسائل لكي تذكروني أحيانا
أخذت أجهز نفسي وأعد صناديق الهدايا الملونة
أملئ الصناديق بالذكريات
وأكتب الرسائل ربما لأترك لكم قليلا من البهجة أو الحزن

كنت أمامي مثلما كنت دائما
أنظر إليك وأسألك السؤال الذي لا أزهد من طرحه
هل ستحزن إذا رحلت؟ هل ستندم؟ هل ستشعر بالوجع؟
تومئ عينيك بالإيجاب، ولا أدري هل يسعدني هذا أم يحزني
لكني أفكر أني لابد أن أترك لك رسالة
أترك لك رسالة في هذا المكان وأنا أعلم أنك ستجدها
كنت دائما مولع بالألغاز والغموض والتحدي
ربما لو كنا في زمن أخر لوضعت رسالتي في زجاجة وألقيتها في البحر الذي نحبه كثيرا
فيجدها شخصا ما لا نعرفه، وينشرها في كتاب وتقرأها وتعرف أنها أنا وأن الرسالة لك..

ماذا سأكتب لك؟ هل أقول عزيزي، لقد كنت دائما عزيزاً على نفسي؟
ربما حبيبي أفضل، كما إعتدت أن أناديك في الفترة الأخيرة؟
سأبدها بإسمك، كنت أحب أن أناديك به دون تدليل
كنت دائما أكره الكلمات العائمة التي يمكن أن تعني أي شخص
وكنت أشعر بغربة كبيرة حين تناديني بها..
أنظر لعينيك الآن وأنا أكتب وأشعر بغربة كبيرة.. من أنت
أتمنى أن تعود أنت للحظة واحدة وأنت تقرأ الرسالة
لا تقرأها وأنت هذا البعيد الذي يداوي كبرياء جريحة بكثير من من القسوة والإبتذال
لا أريد أن أرحل وأنا أراك هكذا..

حسنا، كيف أبدأ الرسالة؟ لقد إعتدت أن تنساب كلماتي وأنا معك، لماذا أرتبك الآن؟
هل أحكي لك عن لحظات الوجع المميتة التي شعرت بها بعد بعدك، وشعوري أنك على حق وأنني لا أستحق الحب؟
لا، لا أريد أن أتذكر هذه الفترة، كنت أكره نفسي حتى لا أكرهك
هممم، هل أحكى لك كيف أحببتك منذ النظرة الأولى في ذلك اليوم البعيد، لكنك تعرف ذلك دون أن أحكي..
كنت تقول لي أنك تجيد قراءة لغة العيون..
لكنك لم تكن تعرف أن كبريائك سيغمي عينيك في إحدى اللحظات فلا ترى ولا تقرأ
كنا دائما نلعب هذه اللعبة المنهكة، أقترب فتبتعد وأبتعد فتقترب

دعني أختصر وأقول لك، أن روحي كانت تتألم في كل مرة إبتعدنا فيها
لكن في المرة الأخيرة روحي كانت تحتضر.. كنت أنتفض ليلا من الألم
أنتفض وأنا أرجو أن ينتهي كل شيء لأني لم أعد أتحمل المزيد
وأنت غاضب بعيد، وأنا أموت وحدي
ثم إنتهى الألم، وكان على أن أكمل قليلا دون روح
كان هذا أفضل، من أن أموت كل ليلة حزنا وألما وضياعا
لم أكن أريد أن أحدثك في رسالتي عن الوجع والموت
كنت أريدك أن تذكرني دائما في صورتي الأفضل عندما كنت معك
عندما كان مجرد وجودك يزرع الحياة بداخلي فأنمو وأزدهر وأملئ الكون بهجة

أذكرني عندما كنا نبدأ الحديث وننتقل دون تفكير من موضوع لآخر
ونفاجئ بمرور الساعات ونقول كل ما بداخلنا دون خوف
عندما وجد كل منا في الأخر رفيق للبوح والفرح
عندما كنا استراحة من قسوة الحياة، لم تكن حتى تبدو بهذه القسوة لأننا كنا معا

حسنا أريدك أن تحزن قليلا لرحيلي، لكن لا تحزن كثيرا
فبعض اللحظات تكفي لكي تكون ممتنا للحياة دائما
القليل من الصدق وسط كل هذا الزيف والإدعاء يستحق
عُد نفسك، تخلص من القسوة، ليس عليك أن تثبت لأحد شيئا
عُد نفسك، ربما أزورك في حلم ما، ونستكمل هذا الحديث الذي لا ينتهي
ربما حينها، تحكي لي بفخر، كيف وجدت الرسالة رغم أني خبئتها جيدا
وأضحك أنا لأنك تتحول إلى طفل يتباهي بإنتصاراته الصغيرة
وتنهال الحكايات والضحكات، ثم نخطف لحظة جادة وحيدة تبقى  لما بعد الرحيل

3.26.2019

الغريب، حتى يعود..

أنت الغريب، في البلاد الغريبة..
الباحث عن حلم تاه منه في الزحام..
 المشتاق للحظة دفء في أحضان الوطن..

وأنا المنتظرة لوعد قديم، لم يتحقق بالعودة..
وجدتك منذ زمن، بينما انت مازلت تبحث عن نفسك وعني..
فكان على أن أدفن وجعي كل مساء، في إنتظار أن تجدها فتجدني..

أفكر أني لو حكيت لك عن السنوات التي أمضيتها وحيدة في بعدك، لن تصدق.
لكن ها أنا ذا، عاجزة حتى عن أن أصل إليك..
أراقب وجعك وحيرتك من بعيد، دون أن أملك حق المواساة..
أبكي بُعدك كل يوم، ولا أملك غير الدموع والصلاة..
بينما أنت هناك في عالمك البعيد، تلعق كرامة جريحة وتظن أني خائنة للعهد..

قلت لي مرة: سأحبك للأبد!
يومها نظرتك لك بعقلانية وقلت: بل قل لي أحبك الآن.. لا شيء يبقى للأبد.
ورحلت، ولم تحبني للأبد..
بينما ظللت أنا في كل يوم، أحبك الآن .

 كل منا يتألم وهو يمسك ببقايا نفسه ويعجز أن يتقدم خطوة نحو الأخر..
كل منا يعلم أن أي خذلان جديد يعني الموت ولا شيء غير ذلك..
نخوض رحلتنا نحو أنفسنا، رغم أننا نعرف أن نفس كل منا يملكها الأخر..

منحني الله عيونا واسعة لا تستطيع أن تخفي شيء..
أحمل وجعي كل صباح، وأواجه به الناس..
عيوني حزينة، صوتي حزين، قلبي حزين..
إعتاد الجميع حزني، فلم يعد يسألني أحد إن كنت على ما يرام..
وانت تبخل حتى بزيارة في حلم تمنحني فيها بعضا من الونس والسكينة..

قل لي ماذا أفعل يا صديقي الغريب في البلاد الغريبة؟
هل تملك المنتظرة إلا المزيد من الإنتظار؟
هل تملك إلا يقين يملاؤوها بأن الغريب سيعود يوما ما ليفي بوعد قديم..

1.22.2019

عن الحزن.. عن الفقد.. عن الإنتظار..




منذ أن أدركت أنه لا مفر من الهروب من نفسي، صرت أحمل حزني كل يوم وأمضي به رفيقا.
تخبرني الصديقات أني أصبحت أكثر جمالا.. لكني لا أستطيع أن أخبرهم أنه الحزن..
لا أستطيع أن أخبرهم أن الحزن مثل الحب، يمنحك ملامح جديدة..  يصقل وجهك..
 يجعل لعينيك التائهة في عالم من الإنكار، التي تبكي دون بكاء سر لا يفهمه أحد.

في كل مساء، يكتب قلبي ألف قصة مزيفة، ويعطيك ألف عذر لكي يبقيك بداخله..
لكنه في لحظة مباغتة، يعود ويسأل في يأس: هل حقا فعل ذلك؟ هل حقا هنت؟
منذ أن التقينا وكان رحيلك دائما يتركني مع الوجع والحيرة والخوف..
لكنه في هذه المرة، تركتني قسوتك مع الحزن.. هل حقا هنت؟

منذ أن رحلت لا تفارق يدي قلبي، أتحسسه، أربت عليه.. أغطي الفراغ الذي تركته داخله..
وكأنني احرسه من كل غريب ومن أي غريب.. لأن كل البشر دونك غرباء..
في كل مرة، كنت تحمل بداخلك غضب من أشياء لم أفعلها وتمضي.. دون سؤال.. دون عتاب..
تمضي ولا تبالي بكل هذه الغربة التي تتركها خلفك، تمضي وكأننا لم نكن..

أسمع أغاني تحكي عن الصبر والانتظار.. تحكي قصتنا..
 وكأننا في كل القصص وفي كل الكلمات..
هل عرفت يوما، معنى الانتظار؟  هل جربت أن تمضي أيامك وأنت تفعل أشياء ليس لها قيمة؟
فقط حتى تمضي اللحظات.. حتى يمضي الألم..
هل عرفت لحظات اليقين بأن ما تنتظره سيأتي، يوما ما سيأتي؟  رغم أنه لا شيء يوحي أنه سيأتي..

هل عرفت لحظات اليأس، والغضب؟
لحظات كره النفس لأنها لا ترى جدوى أو معنى دون شخص واحد، لا يأتي..
أن تستيقظ بعد نوم متقطع في الليل، وترجو أن يستمر الليل للأبد.
تأمل أن لا يكون عليك أن تخرج وتواجه العالم يوما آخر.
يوما ما، سأخبرك عن الحزن، عن الفقد.. سأخبرك عن الوجع وعن الإنتظار.







1.11.2019

لا أريد أن أحب مرة أخرى


تقول الأغنية:
في اليوم الذي التقينا فيه
تجمدت في مكاني وحبست أنفاسي
وعرفت منذ اللحظة الأولى، أني وجدت لقلبي الوطن

في كل صباح..
يقول لي عقلي، القصة إنتهت، يجب أن تكوني حاسمة وأن تمحيه من ذاكرتك للأبد..
الخلاص يكمن في غلق الصفحة، الخلاص يكمن في تمزيق الصور،  الخلاص يكمن في النسيان..
وفي كل مساء..
تنهمر دموعي  وأنا أسمع المطربة وهي تصرخ:
لا أريد أن أحب مرة أخرى
لا أريد أن أمنح قلبي لغريب غيرك

لم أكن أعلم أن ما بدأه القلب لن ينهيه إلا القلب.. لن ينهيه إلا القسوة..
كيف إستطعت أن تكون بكل هذه القسوة؟
أن تردني خائبة كسيرة، في اللحظة التي إنهار فيها عالمي، وعدت إليك، وكنت أحتاجك حقا..
كم جرح سأتحمل قبل أن أدرك  أني مشيت مئة خطوة إليك، وأنك لم تمشي نحوي خطوة واحدة..
كم جرح سأتحمل وأنا التي غفرت لك جميع حماقاتك وفتحت كل الأبواب في كل مرة كنت تعود فيها نادما..
بينما أنت، كنت دائما ترحل غاضبا، دون حتى أن تكلف نفسك عناء العتاب والسؤال..

انهمرت دموعي للمرة الأولى، كنت دائما أتحمل وجعك وغيابك دون دموع..
لكني لم أستطع أن أتحمل القسوة..
كان جسدي ينتفض وكأني ألفظك من داخلي في كل دمعة..
ألفظ كل ذكرى، كل دقة قلب.. ألفظ كل ضعف..

أستيقظ في الصباح أقوى..
أندهش من كل هذه الأعذار التي كان قلبي يحاول أن يقنعني بها..
ربما هو يتألم أكثر منك، ربما قسوته هذه لأنه.. لأنه.. لأنه..
يتحول قلبي فجأة من الضعف أمام وجعك، إلى القوة أمام كل شيء أخر..
يرفض الإستسلام، وكأن هناك يقين ما داخله، أن هذه القصة تستحق نهاية أخرى..
يتحول قلبي.. يصبح مقاتل عنيد، يرفع سيفه أمام كل محاولة لانتزاعك من داخله.
وكأن كل قرار بالرحيل عنك هو في الواقع قرار بالعودة إليك..