6.05.2019

الغريب العابر



ثم يأتي هذا الغريب العابر
فينظر لي بإهتمام متفحصا حالتي
ويسألني بإهتمام إن كنت أحتاج لشيء
يلمح سحابة الدموع في عيني
فيقول بإهتمام: أنه يمتلك الوقت ليسمع، إن كنت أريد أن أحكي..
يفضح إهتمام الغريب العابر زيف المقربين  في لحظة ويرحل..

أسأل نفسي، ماذا لو كنت أنت الغريب العابر في يوم إحدهن
هل كنت ستمنحها الإهتمام والمساعدة والتعاطف؟
منذ أن بعدت وتخليت، وخوفي الأكبر كل يوم أن تأتي لحظة أجدني فيها أكرهك
منذ أن بعدت وتخليت وخذلت، وأنا أوجد لك الأعذار كل يوم، وخوفي الأكبر أن تنفذ الأعذار
كان صعبا على أن أراك بعيدا لهذا الحد، غريبا لهذا الحد..
 كان صعبا أن أحتاجك ضعيفة،  ولا أجد إلا السراب، وبقايا لحظات كانت تبدو صادقة.

يأتي الغريب العابر، ولا يبقى أمام القلب إلا أن يفتح عينيه ويرى الحقيقة..
تنفذ الأعذار، ويكون عليه أن يرى بوضوح أنه منح كل ما منح لقلب لم يحبه يوما ولم يكن منه..
يكف عن المقاومة، ويعرف أن الذي يحب حقا لا يقسو لهذا الحد ولا يبعد لهذا الحد..
الذي يحب لا يتخلى..
يأتي الغريب العابر، ويجعلني أرى ملامح وجهك للمرة الأولى بوضوح..
أرى ملامح روحك.. أدرك أن هذا الذي أحببته عمرا تلاشى ولم يعد..

أدرك للمرة الأولى أنك فقط لم تعد جديرا بالحب..
كنت أنزهك عن كل قبح.. ثم أصبحت فجأة أرى كل القبح..
عيناك ليست عينيك،  قلبك ليس قلبك، ونفسك لم تعد مني..
أخرج أخيرا من مدارك، بعد عمرا من الدوران..
وهناك من بعيد أرى الحقيقة..
ألمح نسائك مستمرين في التحليق.. وأنت منتشي بهن حولك..
 تقرب هذه وتبعد تلك.. مطمئنا أنهن باقيات..
ولا تدرك أنك لم تعد أنت.. وأن واحدة تلو الأخرى تفتح عينيها وترى الحقيقة وتفر هاربة..

في لحظة قسوة أضع أمامك كل المرايا لترى نفسك التي أصبحتها..
تغضب وتثور وتنكر..
تحاول إعادتي لمدارك، كما حاولت مع كل اللاتي أفلتن..
لكن الغريب العابر، دون أن يقصد جعلني أري ما أغمضت عيني عنه عمرا..
فهل يمكنك محو هذه اللحظة؟
هل يمكنك محو لحظات القسوة والكبرياء والتخلي؟
هل يمكنك محو القبح الذي غلف نفسك، لتعود جميلا؟








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق