7.30.2019

ثم أفتقدك بشدة

وعندما أفتقدك، أشاهد أفلامك المفضلة
أستمع للأغاني التي تحبها، وأقرأ تلك الروايات التي حدثتني عنها
أبحث عن الأكلة عن التي يضحكني شدة حبك لها في قائمة المطعم
 ثم أطلب الأيس كريم بالمانجو لأنه دائما طلبك
أفكر لو كنت معي الآن، هل كنت ستنظر للفتاة بالشعر الأصفر الملفت بإعجاب
ثم تواجه نظرتي المعاتبة، بنظرة اعتذار طفولية أعجز عن عدم الإبتسام لها
أفكر لو كنت معي الآن، كم قهوة كنت ستطلب وكم قصة كنت ستحكي..

ثم أفتقدك بشدة، فأقرأ خطاباتك القديمة
أبحث عن هذا الخطاب الذي حكيت لي فيه عن أحلامك المؤجلة، وعن خطتك لتحقيقها
كم فتحت قلبك لي في هذا الخطاب.. كنت تكتب وكأنك تكتب لنفسك..
وأقرأ حكاية مديرك المزعج، وكيف تغلبت عليه بذكاء في المأزق الذي وضعك فيه
وأتجنب الخطاب الذي كتبته وأنت تشعر بأنك ضائع من نفسك وتفتقدها، وأن الحياة هزمتك
لا يكفيني هذ، فأذهب إلى الملف الذي أحتفظ فيه بصورك
وأقف عند تلك الصورة التي تظهر فيها الدموع في عينيك رغم الإبتسامة علي وجهك
 وأقع في حبك مجددا.

قلت لي مرة أنك لا تؤمن بوجود حب من النظرة الأولى
لم أخبرك وقتها أني أحببتك منذ تلك اللحظة التي لمحت فيها عيناي عينيك
وفي كل مرة بعدها كنت أنظر فيها إليك كنت أحبك ثانيا وثالثا وكأنها المرة الأولى
وفي كل مرة كنت أنظر فيها إليك، كنت أسأل نفسي لماذا أحبك بكل هذه القوة
ثم أفكر، متى أحببتني أنت؟
 ثم أخاف، هل أحببتني يوما؟

وعندما يملأني الخوف، أقرر أن أتوقف عن حبك
أقرر أن أنسحب،  أن أذهب، أن أتوقف عن التفكير والإنتظار
أُزحم ساعاتي بالكثير من المهام، وأُزحم عقلي بالكثير من البشر
أتنقل من هنا لهناك، لا أتوقف عن الحديث، لا أتوقف عن الحركة
أذهب لأماكن جديدة، أتابع موسيقى جديدة، وأقابل أُناس جدد
فأعود منهكة في نهاية اليوم، وأستلقى على سريري لأفكر أني يجب أن أحكي لك عن كل هذا الذي فعلته..
أفكر لو كنت معي الآن، هل كنت ستعلق بغيرة مكتومة عندما أحكي لك عن هذا المطرب الجديد الذي غنى لنا في المقهى.

ثم أفتقدك مرة أخرى، أفتقد كلامك وتعليقاتك وغيرتك وحبك.. أفتقد أن أحكي لك..
 فأسجد باكية وأسأل الله بين دموعي أن تعود
أسأل الله أن تحبني كثيرا ويمتلئ  قلبك بحبي حتى لا تستطيع المزيد من الإبتعاد وتعود
ثم أطلب منه أن يمنح قلبك السكينة وأن تجد السلام بداخلك وأن تجده هو وتجد نفسك و تعود
أسأله أن تعود لتبقى حتى نهاية الطريق، وألا ترحل أبدا،  ويبقى قلبك ممتلئ بحبي ولا أفقدك أبدا..

ثم أفتقدك بشدة، فأطلب من الله أن تعود سريعا
أطلب منه أن تعود، قبل أن يتمكن اليأس من الروح، فتموت الحياة فيها
قبل أن أعتاد غيابك، فلا أفتقدك كثيرا في كل لحظة من يومي
قبل أن أعتاد غيابك، فلا أفرح كثيرا عندما تعود
قبل أن أعتاد غيابك، فأدرك دون شك أنك لم تحبني حقا يوما ما
قبل أن أعتاد غيابك، فأسجد باكية، دون أن أسأله أن تعود، دون أن أطلب منه أن يملأ قلبك بحبي.





7.26.2019

ماذا لو كانت الأغاني لها؟

وأسأل نفسي كل الصباح: ماذا لو كانت الأغاني لها؟
ماذا لو كانت الكلمات لها؟ والإشتياق والحب وكل المشاعر لها؟
يكرر لي عقلي يائسا إنه لا مفر من تجنب المزيد من الوجع والرحيل
تعود نفسي في المساء  لتُطمئن القلب الجاذع، أن المشاعر لا تكذب وأنك لي..

كنت تلومنى دائما على الرحيل..
في المرة الأولى رحلت لأني رفضت أن أكون مجرد إختياراً لعقلك..
وفي المرة الثانية أنت تعلم أنه لم يكن هناك سبيل إلا الرحيل
وها أنا ذا في المرة الثالثة، أقف على عتبات الوجع والشك والتردد
ماذا أملك أمام نفسي التي تقتلها الحيرة كل لحظة إلا الرحيل؟
ماذا أملك أمام صمتك، وأخرى أفكر في الصباح إن كانت الأغاني لها  إلا الرحيل؟

كان الكبرياء دائما بيننا..
يمنعني أن أسأل عندما تطيل الغياب
ويمنعك أن تأتي ثأرا من إبتعادي وعنادي
يضع كلمات على لسانك ثم لا تقولها
ويضع أسئلة على لساني لا أسألها أبدا.

كان الخوف دائما بيننا..
 نخاف من الإقتراب.. نخاف من السؤال.. نخاف من العتاب..
وفي تلك اللحظات اليائسة نخاف حتى أن نبوح
 لكننا كنا نعرف أن كلاً منا كان الأمان و الخوف للأخر في نفس الوقت.

كان الماضي دائما بيننا..
لحظات الأمل ورجفة بدايات المشاعر
لحظات الحيرة، والغضب وإختبارات  الحب البائسة
والضعف، والعودة، والضعف والرحيل، والقوة والضعف
ثم الإستسلام والخذلان ووجع الإبتعاد وكل الكلمات التي لم تقال أبدا.

ورغم كل شيء بقينا.. بقيت المشاعر.. وبقيت رسائل القلب.. وبقى الحوار الدائر دائما دون كلام
بقى الأمان والخوف والماضى والحاضر والحب الذي لا ندري هل كان أم مازال
بقيت رسائلك، وبقيت مذكراتي، وكل الكلمات التي لم أقولها لكني وضعتها على الورق
وبقى أخرون تأبى أن تكون في منافسة معهم.. وأخريات أخاف أن تكون الأغاني لهن.