منذ أن أدركت أنه لا مفر من الهروب من نفسي، صرت أحمل حزني كل يوم وأمضي به رفيقا.
تخبرني الصديقات أني أصبحت أكثر جمالا.. لكني لا أستطيع أن أخبرهم أنه الحزن..
لا أستطيع أن أخبرهم أن الحزن مثل الحب، يمنحك ملامح جديدة.. يصقل وجهك..
يجعل لعينيك التائهة في عالم من الإنكار، التي تبكي دون بكاء سر لا يفهمه أحد.
في كل مساء، يكتب قلبي ألف قصة مزيفة، ويعطيك ألف عذر لكي يبقيك بداخله..
لكنه في لحظة مباغتة، يعود ويسأل في يأس: هل حقا فعل ذلك؟ هل حقا هنت؟
منذ أن التقينا وكان رحيلك دائما يتركني مع الوجع والحيرة والخوف..
لكنه في هذه المرة، تركتني قسوتك مع الحزن.. هل حقا هنت؟
منذ أن رحلت لا تفارق يدي قلبي، أتحسسه، أربت عليه.. أغطي الفراغ الذي تركته داخله..
وكأنني احرسه من كل غريب ومن أي غريب.. لأن كل البشر دونك غرباء..
في كل مرة، كنت تحمل بداخلك غضب من أشياء لم أفعلها وتمضي.. دون سؤال.. دون عتاب..
تمضي ولا تبالي بكل هذه الغربة التي تتركها خلفك، تمضي وكأننا لم نكن..
أسمع أغاني تحكي عن الصبر والانتظار.. تحكي قصتنا..
وكأننا في كل القصص وفي كل الكلمات..
هل عرفت يوما، معنى الانتظار؟ هل جربت أن تمضي أيامك وأنت تفعل أشياء ليس لها قيمة؟
فقط حتى تمضي اللحظات.. حتى يمضي الألم..
هل عرفت لحظات اليقين بأن ما تنتظره سيأتي، يوما ما سيأتي؟ رغم أنه لا شيء يوحي أنه سيأتي..
هل عرفت لحظات اليأس، والغضب؟
لحظات كره النفس لأنها لا ترى جدوى أو معنى دون شخص واحد، لا يأتي..
أن تستيقظ بعد نوم متقطع في الليل، وترجو أن يستمر الليل للأبد.
تأمل أن لا يكون عليك أن تخرج وتواجه العالم يوما آخر.
يوما ما، سأخبرك عن الحزن، عن الفقد.. سأخبرك عن الوجع وعن الإنتظار.