1.22.2019

عن الحزن.. عن الفقد.. عن الإنتظار..




منذ أن أدركت أنه لا مفر من الهروب من نفسي، صرت أحمل حزني كل يوم وأمضي به رفيقا.
تخبرني الصديقات أني أصبحت أكثر جمالا.. لكني لا أستطيع أن أخبرهم أنه الحزن..
لا أستطيع أن أخبرهم أن الحزن مثل الحب، يمنحك ملامح جديدة..  يصقل وجهك..
 يجعل لعينيك التائهة في عالم من الإنكار، التي تبكي دون بكاء سر لا يفهمه أحد.

في كل مساء، يكتب قلبي ألف قصة مزيفة، ويعطيك ألف عذر لكي يبقيك بداخله..
لكنه في لحظة مباغتة، يعود ويسأل في يأس: هل حقا فعل ذلك؟ هل حقا هنت؟
منذ أن التقينا وكان رحيلك دائما يتركني مع الوجع والحيرة والخوف..
لكنه في هذه المرة، تركتني قسوتك مع الحزن.. هل حقا هنت؟

منذ أن رحلت لا تفارق يدي قلبي، أتحسسه، أربت عليه.. أغطي الفراغ الذي تركته داخله..
وكأنني احرسه من كل غريب ومن أي غريب.. لأن كل البشر دونك غرباء..
في كل مرة، كنت تحمل بداخلك غضب من أشياء لم أفعلها وتمضي.. دون سؤال.. دون عتاب..
تمضي ولا تبالي بكل هذه الغربة التي تتركها خلفك، تمضي وكأننا لم نكن..

أسمع أغاني تحكي عن الصبر والانتظار.. تحكي قصتنا..
 وكأننا في كل القصص وفي كل الكلمات..
هل عرفت يوما، معنى الانتظار؟  هل جربت أن تمضي أيامك وأنت تفعل أشياء ليس لها قيمة؟
فقط حتى تمضي اللحظات.. حتى يمضي الألم..
هل عرفت لحظات اليقين بأن ما تنتظره سيأتي، يوما ما سيأتي؟  رغم أنه لا شيء يوحي أنه سيأتي..

هل عرفت لحظات اليأس، والغضب؟
لحظات كره النفس لأنها لا ترى جدوى أو معنى دون شخص واحد، لا يأتي..
أن تستيقظ بعد نوم متقطع في الليل، وترجو أن يستمر الليل للأبد.
تأمل أن لا يكون عليك أن تخرج وتواجه العالم يوما آخر.
يوما ما، سأخبرك عن الحزن، عن الفقد.. سأخبرك عن الوجع وعن الإنتظار.







1.11.2019

لا أريد أن أحب مرة أخرى


تقول الأغنية:
في اليوم الذي التقينا فيه
تجمدت في مكاني وحبست أنفاسي
وعرفت منذ اللحظة الأولى، أني وجدت لقلبي الوطن

في كل صباح..
يقول لي عقلي، القصة إنتهت، يجب أن تكوني حاسمة وأن تمحيه من ذاكرتك للأبد..
الخلاص يكمن في غلق الصفحة، الخلاص يكمن في تمزيق الصور،  الخلاص يكمن في النسيان..
وفي كل مساء..
تنهمر دموعي  وأنا أسمع المطربة وهي تصرخ:
لا أريد أن أحب مرة أخرى
لا أريد أن أمنح قلبي لغريب غيرك

لم أكن أعلم أن ما بدأه القلب لن ينهيه إلا القلب.. لن ينهيه إلا القسوة..
كيف إستطعت أن تكون بكل هذه القسوة؟
أن تردني خائبة كسيرة، في اللحظة التي إنهار فيها عالمي، وعدت إليك، وكنت أحتاجك حقا..
كم جرح سأتحمل قبل أن أدرك  أني مشيت مئة خطوة إليك، وأنك لم تمشي نحوي خطوة واحدة..
كم جرح سأتحمل وأنا التي غفرت لك جميع حماقاتك وفتحت كل الأبواب في كل مرة كنت تعود فيها نادما..
بينما أنت، كنت دائما ترحل غاضبا، دون حتى أن تكلف نفسك عناء العتاب والسؤال..

انهمرت دموعي للمرة الأولى، كنت دائما أتحمل وجعك وغيابك دون دموع..
لكني لم أستطع أن أتحمل القسوة..
كان جسدي ينتفض وكأني ألفظك من داخلي في كل دمعة..
ألفظ كل ذكرى، كل دقة قلب.. ألفظ كل ضعف..

أستيقظ في الصباح أقوى..
أندهش من كل هذه الأعذار التي كان قلبي يحاول أن يقنعني بها..
ربما هو يتألم أكثر منك، ربما قسوته هذه لأنه.. لأنه.. لأنه..
يتحول قلبي فجأة من الضعف أمام وجعك، إلى القوة أمام كل شيء أخر..
يرفض الإستسلام، وكأن هناك يقين ما داخله، أن هذه القصة تستحق نهاية أخرى..
يتحول قلبي.. يصبح مقاتل عنيد، يرفع سيفه أمام كل محاولة لانتزاعك من داخله.
وكأن كل قرار بالرحيل عنك هو في الواقع قرار بالعودة إليك..