أكتب لك وحدك
أكتب لتقرأني
كل الكلمات لك، كل المشاعر لك، كل الحروف والرموز لك
فكيف يطلبون مني الآن أن أكتب مشهد النهاية؟
كيف أكتب النهاية لقصتنا وأنا أعرف أنك قارئي الوحيد؟
يستعجلوني لأنهي القصة
يقولون أن الأيام تمر، والساعات تمر، والعمر يمر
ولابد أن نلحق تاريخ المطابع والمعارض وحفلات التوقيع
ماذا تتنظرين لتنهي القصة؟
لا يمكن أن تستمري في الكتابة للأبد
يريدون صفحات تعجب القراء
نهاية مؤثرة يحكون عنها في مجموعاتهم على صفحات التواصل
وتحصد علامات الإعجاب والتعليقات
نهاية تجلب الكثير من الجدل والمال والشهرة
يريدون مئة ألف عين لتقرأني، وأنا لا أريد إلا عينيك
قل لي ماذا أكتب؟
أنا في اليوم الأول أشعر بإنحسار الحياة بعد غيابك
وفي اليوم الثاني يرعبني هذا الشعور بالغربة في حضرة عينيك
وفي اليوم الثالث أدرك أن الجرح أكبر من أي دواء
ثم في اليوم الرابع أبكي الجرح وأبكي غيابك وأبكي عينيك
كيف أنهي قصة هي كل يوم قصة؟
هل أعطيهم نهاية واقعية، حيث تبرد المشاعر على مهل حتى تفنى
تصبح مجرد خيال بعيد، لا نتذكر حرارته إلا عندما نقراءه على ورق
يشتعل الورق، ويبرق في القلب ذكرى تنطفىء سريعا وتبقى بقايا جرح مندمل
هل يتقبل القراء الواقعية، أم سوف يلعنونا ويمنحونا نجمة واحدة على مواقع التقييم جزاءً لصدق النهاية
هل أخبرهم أن المرأة تغفر للرجل كل وجع وكل جرح وكل قسوة
لكنها لا تستطيع أن تغفر له أمراً واحداً لا يملكه
لا تستطيع أن تغفر له أن يغرم قلبه بامرأة أخرى
لا تستطيع أن تغفر له أنه صنع ذكريات مع إمرأة أخرى
لا تستطيع أن تغفر الكلمات التي كتبها، الدموع التي سجنها، ووجعه في حب امرأة أخرى
أعجز عن كتابة أي نهاية
فليس في الحياة هذه الأزرار التي نضغطها ونضغطها فنعود خطوات للوراء وأيام للوراء ولحظات للوراء
ليس هناك هذا الموقع الذي ذهب ونسأله لماذا إلتقينا؟ لماذا إفترقنا؟ لماذا بقى الحب وبقيت المشاعر؟
كل قصة تحمل في ثناياها معنى، إلهام، فكرة تبقى ليتأملها من يقرأها
فكيف أنشر قصتنا وأنا مازلت ألهث وراء كل هذا؟
يحكون دائما عن قصص الحب الجميلة التي تنهيها صاحبتها بكتابة قصة..
ولا أحد يحكي عن القصص التي تنهي صاحبتها، فتعجز عن الكتابة بعدها..
تعجز عن الكتابة، لأنها لا تريد النهاية، ولا تريد أن تمحوك بقصة..
فدعنا نرحل، نهرب، نتلاشى، يذهب كل منا في طريق، ربما تتلاقى الطرق يوماً..
ولنترك نهاية القصة ونهاية الكاتبة لخيال القارئ.. لتبقى النهاية معلقة.