9.29.2019

كن بخير حتى أنساك

وفي الرابع من أغسطس أكتب في صفحة مذكراتي أني يجب أن أنساك
وفي الخامس والسادس والسابع من أغسطس أذكر نفسي أني يجب أن أنساك
وفي الثامن من أغسطس يدرك قلبي أنه معلق في منتصف الطريق
بين رغبة غير معلنة أن تعود وتمزق كل صفحات مذكراتي
وبين قرار أن أتجاوزك وأمضي وأنسى وأنسى وأنسى حتى لا تكون

أتبع جميع النصائح وأقرأ كل المقالات التي تخبرك كيف تنسى
أغرق وسط الناس والموسيقى والكتب والأغاني
أعمل حتى أسقط من التعب..
وأجرى على تلك الألة الرياضية حتى أفقد كل أنفاسي
مازالت في عقلي وقلبي ونفسي

أحاول أن أكتب، ربما تنهيك قصة..
لكني أعرف أنه لو كان الأمر سهلا هكذا
 لكانت أنهتك كل القصص التي كتبتها عنك

أحاول أن أجد مسمى لشعوري نحوك الآن
وجع؟ خذلان؟ خيبة أمل؟ كل هذا لا يوصف ما أشعر به
لم يخترعوا بعد مسمى يصف مشاعرك تجاه وطن أحببته ولم يبادلك الحب
أو لأكون أدق وطن توقف عن حبك
 وفتح أحضانه لمحتل ولفظك

كنت لي دائما الوطن منذ اللحظة الأولي
كل بعد بيننا كان مجرد لحظات غربة موجعة
لكن الآن، ماذا أفعل وقد لفظني وطني وسكنه أخرون
أمضي بعيدا وأفكر هل يمكن أن يعيش إنسان دون وطن ينتمي إليه
لا أريد وطناً أخر.. كتبت على الغربة الأبدية إذن..

مازلت أبحث عنك كل صباح
مازال القلق يأكل قلبي إن غبت قليلا
أمنع نفسي أحيانا أن أهاتفك وأطلب منك أن فقط تطمئني أنك بخير
أن تكون بخير حتى لا يقتلني الخوف كل لحظة، مع كل خبر، مع كل غياب
أن تكون بخير حتى أنساك
 ربما إن نسيت، أستطيع العودة لك
 و أن تقبلني كلاجئة لم تكن أبداً وطناً لها
نسيت أم لم أنسى، أريدك دوما أن تكون بخير..