3.26.2019

الغريب، حتى يعود..

أنت الغريب، في البلاد الغريبة..
الباحث عن حلم تاه منه في الزحام..
 المشتاق للحظة دفء في أحضان الوطن..

وأنا المنتظرة لوعد قديم، لم يتحقق بالعودة..
وجدتك منذ زمن، بينما انت مازلت تبحث عن نفسك وعني..
فكان على أن أدفن وجعي كل مساء، في إنتظار أن تجدها فتجدني..

أفكر أني لو حكيت لك عن السنوات التي أمضيتها وحيدة في بعدك، لن تصدق.
لكن ها أنا ذا، عاجزة حتى عن أن أصل إليك..
أراقب وجعك وحيرتك من بعيد، دون أن أملك حق المواساة..
أبكي بُعدك كل يوم، ولا أملك غير الدموع والصلاة..
بينما أنت هناك في عالمك البعيد، تلعق كرامة جريحة وتظن أني خائنة للعهد..

قلت لي مرة: سأحبك للأبد!
يومها نظرتك لك بعقلانية وقلت: بل قل لي أحبك الآن.. لا شيء يبقى للأبد.
ورحلت، ولم تحبني للأبد..
بينما ظللت أنا في كل يوم، أحبك الآن .

 كل منا يتألم وهو يمسك ببقايا نفسه ويعجز أن يتقدم خطوة نحو الأخر..
كل منا يعلم أن أي خذلان جديد يعني الموت ولا شيء غير ذلك..
نخوض رحلتنا نحو أنفسنا، رغم أننا نعرف أن نفس كل منا يملكها الأخر..

منحني الله عيونا واسعة لا تستطيع أن تخفي شيء..
أحمل وجعي كل صباح، وأواجه به الناس..
عيوني حزينة، صوتي حزين، قلبي حزين..
إعتاد الجميع حزني، فلم يعد يسألني أحد إن كنت على ما يرام..
وانت تبخل حتى بزيارة في حلم تمنحني فيها بعضا من الونس والسكينة..

قل لي ماذا أفعل يا صديقي الغريب في البلاد الغريبة؟
هل تملك المنتظرة إلا المزيد من الإنتظار؟
هل تملك إلا يقين يملاؤوها بأن الغريب سيعود يوما ما ليفي بوعد قديم..