يفاجئني الطقس برماديته في الصباح
أمشي في طريقي للعمل
أقف لأتأمل حبات المطر وهي تنهمر في النهر الحبيب
تذكرني قطرات الماء النقية بعينيك وهي تنظر لي بحزن
تذكرني برعشة صوتك وأنت تقول لي: أنا صادق مع نفسي وكأنك تنفي تهمة
يخبرني الزملاء بسفرك القريب
سيحاضر في كبرى جامعات أوروبا
ستخسر الجامعة كثيرا برحيله
أتأمل حبات المطر وهي تصطدم بنافذة المكتب
سترحل إذن
ستترك كل ما مضى وترحل
ستأخذها معك وستهب لك أطفال يشبهونها
ستهب لك أطفال يشبهون البلد الذي سيولدون به
كم من الوقت ستحتاج لتفتقد الوطن
كم من الوقت ستحتاج لتنسى
كم من الوقت احتاج أنا لأنسى
ستهرب إذن
ستترك كل ذنوبك ورائك وتهرب
هناك دائما وجها أخر لكل قصة
أحببتك فارسا نبيلا تخلت عنه أميرته في وقت المحنة
لكن الحقيقة أن الفارس خان الأميرة وأستبدلها بصغيرة جميلة شقراء
وعندما رفضه أهل تلميذته الشقراء
جعل من نفسه شهيدا سلبته الحياة السعادة
كنت دائما ضميرك
ضميرك الذي صدق لمعة عيناك وأنت تبرئ نفسك من الذنب
ضميرك الذي أحب رعشة صوت فارس مكسور هزمته الحياة
أتذكر أياما سهرت ألومها على تخليها عنك
أتعجب من قسوتها في رفضك
لم أكن أعرف أنها قسوة أنثى جريحة تحاول أن تحتفظ ببقايا كرامة محطمة
كيف لم تصلني نميمة مجتمع الجامعة المغلق عنك؟
كنت يومها تحوم حول مكتبي، لمحتك وكنت سعيدة لأنك قريب
لم أكن أعلم أن المذنب كان فقط يحوم حول مسرح الجريمة
أغلقت الدكتورة وفاء الباب لتعلن لنا: الدكتور عمر خطب
أتذكرون أمينة الطالبة الشقراء التي ترك زوجته من أجلها
أقنعت أهلها أخيرا ووافقوا على إتمام الزواج
كان يوما رماديا ممطرا أيضا
جمدت ملامح وجهي وأنا أسمع القصة كاملة
كانت القصة مخجلة، الفارس لم يكن سوى رجل يجري خلف نزواته
الضمير كان مجرد نزوة بين قصتين
أمشي إلى المنزل
أتأمل قطرات المطر وهي تنهمر في النهر الحبيب
لن يضير النهر أن يحمل قطرات أخرى من جرحي بجانب قطرات المطر