في كل يوم أنظر إلى الخمسمائة شخص في قائمة الأصدقاء
وأفكر، كيف أتوا إلى هنا..
ربما إلتقيت بعضهم مرة أو مرتين
تعارفنا عن طريق العمل أو الأصدقاء
جمعنا لقب عائلة
ثم بضغطة على زرار أصبحوا في القائمة.. أصدقاء
نتبادل التهاني في المناسبات والأعياد
نضغط على علامة الإعجاب مجاملة للصور الشخصية
نلقى ببعض التعليقات أحيانا على منشور أعجبنا
لا نعرف عن بعض غير ما يظهر في صفحاتنا الشخصية
غرباء لكن في قائمة تسمى أصدقاء..
تخلو القائمة من إسمك..
ربما لأنك لم تكن غريبا يوما
ربما لأن الكبرياء والغضب والخوف والتردد
وكل المشاعر التي أفسدت القصة، وقفت حائلا أمام ضغطة على زرار يطلب الصداقة.
من وقت للأخر أتابعك..
أو أتابع هذا الشخص الذي تقدمه على صفحتك الشخصية
الصفحة التي نقدم فيها نفسنا للغرباء
يمنحني مجرد وجودك، حتى لو في صورة صفحة أمانا ما..
أفكر كيف كان سيرى أحدنا الأخر لو كنا بقينا غرباء؟
لو لم نقترب كل هذا القرب
لو لم أفتح أنا قلبي وأقول ما لم أقله لأحد
لو لم تحكي أنت كل شيء عن كل شيء
لو لم نحتل هذه المساحة من الروح التي لم يصل إليها أحد..
ليتنا بقينا غرباء
ربما حينها، كنا سنتبادل كلمات التهاني التقليدية في الأعياد
ونضع علامات الإعجاب على صورنا ومشاركتنا المبهمة
وفي ليلة ما، سنشعر بالوحدة ويفتح كل منا صفحة الأخر الشخصية
ونفكر، هذا الشخص يبدو لطيف لكنه لا يشبهني
ولا نعرف، أن كلا منا يقدم للغرباء شخص لا يشبهه
ولا نعرف، أن هذه الإبتسامة في الصورة مزيفة، وهذا التعليق مصطنع
ولا نعرف، كم مهمة هذه الأغنية لأحدنا وكيف مولع الأخر بهذا الفيلم
ولا نعرف، معنى التواريخ، وكم يعني سبتمبر لك وما معنى رقم ٨ في كلمة السر التي أستخدمها
لكننا لا نسمح أبدا للغرباء أن يعرفوا، ولا أن يقتربوا من روحنا.. كما اقتربنا.