5.23.2019

ليتنا بقينا غرباء



في كل يوم أنظر إلى الخمسمائة شخص في قائمة الأصدقاء
وأفكر، كيف أتوا إلى هنا..
ربما إلتقيت بعضهم مرة أو مرتين
تعارفنا عن طريق العمل أو الأصدقاء
جمعنا لقب عائلة
ثم بضغطة على زرار أصبحوا في القائمة.. أصدقاء

نتبادل التهاني في المناسبات والأعياد
نضغط على علامة الإعجاب مجاملة للصور الشخصية
نلقى ببعض التعليقات أحيانا على منشور أعجبنا
لا نعرف عن بعض غير ما يظهر في صفحاتنا الشخصية
غرباء لكن في قائمة تسمى أصدقاء..

تخلو القائمة من إسمك..
ربما لأنك لم تكن غريبا يوما
ربما لأن الكبرياء والغضب والخوف والتردد
 وكل المشاعر التي أفسدت القصة، وقفت حائلا أمام  ضغطة على زرار يطلب الصداقة.

من وقت للأخر أتابعك..
أو أتابع هذا الشخص الذي تقدمه على صفحتك الشخصية
الصفحة التي نقدم فيها نفسنا للغرباء
يمنحني مجرد وجودك، حتى لو في صورة صفحة أمانا ما..
أفكر كيف كان سيرى أحدنا الأخر لو كنا بقينا غرباء؟
لو لم نقترب كل هذا القرب
لو لم أفتح أنا قلبي وأقول ما لم أقله لأحد
لو لم تحكي أنت كل شيء عن كل شيء
لو لم نحتل هذه المساحة من الروح التي لم يصل إليها أحد..

ليتنا بقينا غرباء
ربما حينها، كنا سنتبادل كلمات التهاني التقليدية في الأعياد
ونضع علامات الإعجاب على صورنا ومشاركتنا المبهمة
وفي ليلة ما، سنشعر بالوحدة ويفتح كل منا صفحة الأخر الشخصية
ونفكر، هذا الشخص يبدو لطيف لكنه لا يشبهني
ولا نعرف، أن كلا منا يقدم للغرباء شخص لا يشبهه
ولا نعرف، أن هذه الإبتسامة في الصورة مزيفة، وهذا التعليق مصطنع
 ولا نعرف، كم مهمة هذه الأغنية لأحدنا وكيف مولع الأخر بهذا الفيلم
ولا نعرف، معنى التواريخ، وكم يعني سبتمبر لك وما معنى رقم ٨ في كلمة السر التي أستخدمها
لكننا لا نسمح أبدا للغرباء أن يعرفوا، ولا أن يقتربوا من روحنا.. كما اقتربنا.



5.15.2019

أنت الذي أحببته




هل تذكر هذه اللحظة التي أخبرتك فيها أني تعبت من كل شيء وأريد أن أبتعد؟
يومها نظرت لي في صمت، ثم قلت لي أنك ستنتظر، وأنك تحبني مهما حدث..
إبتعدت عن كل شيء وعن كل الناس.. كنت أهرب وأهرب من نفسي، عَلي أجدها..
ووجدتها وعدت، عدت مشتاقة لك وبحثت عنك لكنك كنت رحلت..
وعندما وجدتك، عرفت انك تمضي وقتك مع أخرى!!

 كنت تحبني في مارس ثم أصبحت معها في يوليو..
لم أصدق في البداية أن هذا ما حدث..
هل كان كل شيء واهي ليتبخر في أربعة شهور؟
ذهبت إليها لتكسر الوحدة والوقت فتعلقت بها؟!
 مخدر أو شفاء لا أدري ولا أفهم ولا أصدق..
أحببتك عشرة أعواماً  دون تراجع..
وكانت أربعة شهور كافية لك لترحل لأخرى..

هي لا تشبهني وأنا لا أشبهها.. 
لا يمكن أن يجمعنا مكان حتى قلبك. 
فقل لي إذا ماذا حدث؟
أنت لست أنت وقلبك ليس قلبك.. 
قل لي إذا، لماذا يزال قلبي يخفق لك؟
 لماذا مازالت الروح تشتاق لنفسك التي تنكرت في أخرى شديدة القسوة؟
 شديدة البعد عن تلك التي أحببتها أعواماً وأعوام.. وكأنك كنت تقصد إتقان التنكر..

من أنت؟ لماذا مازالت أحبك؟ وكيف لم أبعد بعد كل هذا الألم؟ 
هل يستطيع الإنسان التخلي عن نفسه إذا تغيرت؟ إذا نظر للمرآة ولم يحب ما يرى؟
 هل يملك إلا محاولة إستعادة نفسه الأولى؟ نفسه التي يحبها.. 
هذا هو ما أفعله معك لأنك نفسي..

أضعف كثيرا..أبكي كثيرا.. أحبك وأكرهك في نفس اللحظة..
أفتقدك بشدة، لكني أخاف حتى أن أتابعك من بعيد فأكره هذا الذي أصبحته..
 أكره وجهك وعينيك وأنت معها.. أكره غزلك وكلماتك المنمقة المبتذلة لها..
 أكره ملابسك وإبتسامتك.. ولون الساعة ونوع الموبيل الذي تلتقط به صورها التي تتباهى بها..
أكره الأغاني التي كانت تجمعنا، ولحظات ضعفك التي خذلتني والوقت والتفاصيل، كل التفاصيل..
وعندما ينهكني الكره، أعود فقط لتلك الصورة، لتلك النظرة، التي كنت فيها للحظة أنت الذي أحببته..